|
| متجدد " .. قبسات ونسمات من كتاب ليلى بين الجنة والنار , د . خالد أبو شادي | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
!!ابو الفهد!! عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 223 نقاط : 422 تاريخ التسجيل : 24/03/2010 الموقع : ©«-.¸ غـزة ¸.-»©
| موضوع: متجدد " .. قبسات ونسمات من كتاب ليلى بين الجنة والنار , د . خالد أبو شادي السبت ديسمبر 11, 2010 4:39 am | |
|
" متجدد " .. قبسات ونسمات من كتاب ليلى بين الجنة والنار , د . خالد أبو شادي
· الناس رجلان .. رجل ينام في الوضوء ,, ورجل
يستيقظ في الظلام ,, فأي الرجلين أنت ؟؟
أخي .. ما كل رقبةٍ تَحسُن فيها القلائد , ولا كلٌ نفسٍ
تستحق الفوائد , فلا تُهدِ المزكوم ريحانا , ولا تنل
السفيه برهانا , و أعيذك بالله أن تكون من هؤلاء ..
· كُلٌ يعمل على شاكلته , وكل إناء بالذي فيه ينضح ,
جميل قتله حبُّ بُثينه , وكُثيَّر قتله حبُّ عزّة , وعروة
قتله حبُّ عفراء , وقيس قتلته ليلى , و أنت من قتلك ؟!
ولاَ أدرك الحاجاتِ مثل منابر
ولا عاق منها الفوزَ مِثلُ توانِ
أخوتاه .. الدنيا بحر , والجنة ساحل , والمركب
التقوى , وكلنا على سفر ..
· لا تمد أملك إلى غير اليوم , عصفور واحد خير من
ألف على الشجرة , التفكير في الأمس انشغال بوقت
ماض وهو في حقيقته تضيع وقت ثان , أما الغد فلا
تدري تكون من أهله أو لا تكون .. فيومك يومك ,,
يومك يومك ,,
· هناك مخزون فطري عاطفي في قلب كل واحد منا ..
و إن لم يوجَّه ناحية الفضائل و أعمال الخير وما يترتب
عليها من الجنة والنعيم , استُنزِف القلب ولا بد في
عشق تجارة أو عمل أو مال , والسباق بين الجنة وما
دونها من هذا الحطام قائم اليوم على أشده , أيهم يحظى
بقلبك أولا , و أيهم يمتلك روحك قبل الآخر , ومن ظفر
وانتصر صعب عليه أن يتنازل لغريمه , عما ظفر به ,,,
· القلب تتصارع بداخله أهواء كثيرة , فإذا قوي و
أشتد أحدهما غلب القوي منهما الضعيف , و أخرج
الأعز منها الأذل , و إذا حازت الدنيا قلبك تحولت داخلك
إلى عدو , وكيف الاحتراز من عدو بين الضلوع ؟!
| |
| | | !!ابو الفهد!! عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 223 نقاط : 422 تاريخ التسجيل : 24/03/2010 الموقع : ©«-.¸ غـزة ¸.-»©
| موضوع: رد: متجدد " .. قبسات ونسمات من كتاب ليلى بين الجنة والنار , د . خالد أبو شادي السبت ديسمبر 11, 2010 4:40 am | |
| مستلزمات السفر ..
1 – الشوق إلى الوطن :
تشتاق الروح إلى وطنها في الدنيا حين تقاسي الغربة حينا
بحثا عن رزق أو طلبا لعلم , وكثيرا ما تكون بلاد الغربة
أجمل من الوطن وأطيب منه وأكثر رفاهية وترفا , ومع
ذلك تحِنُّ النفس إلى الوطن الأول على فقره وبساطته ,
فكيف بحنينها إلى الوطن الذي في فراقها له عذابها وآلامها
وحسرتها التي لا تنقضي ؟!!
ثَقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للـحبيب الأول
كم منزلٍ في الأرض يألفــه الفتى
وحـنينــه أبــدا لأول منزل
وكيف إذا كان هذا الوطن أروع وأجمل وأعلى و أغلى ,
الشبر فيها يعدل الدنيا بأسرها بل أحلى :
" موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها "
أتدرون لماذا خصَّ النبي " صلى الله عليه وسلم " السوط
بالذكر ؟!
لأن من شأن الفارس إذا أراد النزول في منزل أن يلقي
سوطه قبل نزوله إعلاما بقدومه , فإذا كان مجرَّد موضع
السوط من الجنة خيرا من الدنيا وما فيها وأنت لم تنزل بعدُ
من راحلتك إلى الجنة , فكيف إذا نزلت فيها وأقمت ...
ولعل هذا ما دفع بعض الصالحين إلى إمساك العصا ليظلوا
دوما متذكِّرين حالة السفر . قيل للشافعي : مالك تُدمن
إمساك العصا ولست بضعيف ؟ فقال : لأذكر أني مسافر ..
حملتُ العصا لا الضعف أوجب حَملًها ولا أنـــي تحــــنَّيت
على كِبَر
ولكنني ألزمـــتُ نـفــسي حمــــلها لأُعلمها أنَّ المقيم على
ســـفر
أخي ..الجنة أمامك
والشيطان خلفك ,, فإذا تقدمت ربحت وإذا تأخرت
أدركك العدو فأهلكك ..
| |
| | | !!ابو الفهد!! عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 223 نقاط : 422 تاريخ التسجيل : 24/03/2010 الموقع : ©«-.¸ غـزة ¸.-»©
| موضوع: رد: متجدد " .. قبسات ونسمات من كتاب ليلى بين الجنة والنار , د . خالد أبو شادي السبت ديسمبر 11, 2010 4:41 am | |
| تتمة .. مستلزمات السفر :
2 - قصر الأمل :
وهل رأيتم مسافرا قط يبالغ في تزويق بيته وعمارة مسكنه وهو
راجع إلى وطنه غدا أو بعد غد ؟! ألا يتهمه الناس في عقله
وينعتونه بالسفه ؟! أليس من الأجدى أن يدخر ما جمع من مال
ليرجع ويتمتع به في وطنه ؟! فمن أستشعر انه مسافر إلى
الجنة , وأن إقامته في الدنيا مؤقتة زهد ولابد في ما بين يديه ,
وجعل عينيه على ما في الوطن الأول , وهو عن قريب إليه سائر
ولدار غربته مغادر , وادخر ما يستطيع في دنياه من قربات
وطاعات ليستأنس يوم الجزاء في الجنات .
وما حياتك الدنيا إلا الرحلة الأولى من إجمالي أربع رحلات
إجبارية , ومدتها على أحسن الفروض ما بين الستين
والسبعين عاما , هي متوسط أعمار بني آدم إن لم يكن
أقل , أما الرحلة الثانيةفهي من الدنيا إلى القبر ,
ويستغرق مكوثك في هذه الحفرة آلاف الأعوام , أقل أو
أكثر علم ذلك عند ربي , والرحلة الثالثة من القبر إلى
ساحة الحشر , ويستغرق العرض في ساحة الحشر يوم
القيامة خمسين ألف سنة , والرحلة الأخيرة هي من ساحة
الحشر إلى الدار الأبدية في الجنة أو النار ,
فرحلتك الدنيوية هي كما ترى أولى هذه الرحلات وأقصرها على
الإطلاق , لكنها الرحلة المحورية التي تحدد الشقاوة أو السعادة
التي تنتظرك في باقي الرحلات .
لا فناء إذن لأي بشر على وجه الأرض , إنما هو الانتقال والسفر
فحسب , وهو ما عبر عنه بلال بن سعد بما كان يقول في
مواعظه :
" يا أهل الخلود , ويا أهل البقاء : إنكم لم تخلقوا للفناء , و إنما
خلقتم للخلود و الأبد , ولكنكم تنقلون من دار إلى دار " .
فالموت ليس نهاية المطاف ,, إنما هو حلقة لها ما بعدها حلقات
النشأة المقدرة المدبرة , التي لم يخلق شيء منها عبثا ولا سدى .
يتبع بإذن الله ..
| |
| | | !!ابو الفهد!! عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 223 نقاط : 422 تاريخ التسجيل : 24/03/2010 الموقع : ©«-.¸ غـزة ¸.-»©
| موضوع: رد: متجدد " .. قبسات ونسمات من كتاب ليلى بين الجنة والنار , د . خالد أبو شادي السبت ديسمبر 11, 2010 4:42 am | |
|
تتمة .. مستلزمات السفر ..
3 - معرفة الوطن :
فالمسافر لا يهتم بمعرفة الكثير من التفاصيل عن مكان الغربة
سوى المكان
الذي يعيش فيه , ولا يتطلع إلى تفاصيل لا يحتاجها , فيكفيه من
المعرفة ما
بلَّغه المقصد من رحلته , ولا يأبه بما زاد عن ذلك , أما وطنه
الأصلي فهو
على دراية تامة به : يعرف طرقه وسككه , وحدائقه ومتنزهاته ,
وأسواقه
ونواديه , وكذلك المؤمن في الدنيا يعرف الجنة أكثر , ويعلم
نعيمها
ووصف أركانها قبل أن يدخلها , لأنها وطنه الأبدي ومستقره
الأخير , لذا
كان التفكير فيها ومعرفتها فيها من البدهيات , حتى إذا ما وصلها
العبد لم
يحتج إلى أن يستدل أحدا على بيته من وسط ما لا يُحصى فيها من
البيوت ,
و كأنه سكنها منذ خُلِق , فيكون المؤمن أهدى إلى درجته في
الجنة وزوجته
وخدمه منه إلى منزله و أهله في الدنيا وهو قول الله عز وجل :
" ويدخلهم الجنة عرفها لهم "[محمد:6]
ومصداق قول النبي " صلى الله عليه وسلم " :
" فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه
بمنزله كان
له في الدنيا "
أخي المسافر : ماذا عرفت عن وطنك الأول ومستقرك الأخير
ومحل
إقامتك الأبدية ؟! هل ما عرفته هو مثل ما عرفت عن دنياك ؟! أو
نصف ما عرفته عنها ؟! أو حتى العُشر ؟!
يتبع بإذن الله ,,
| |
| | | !!ابو الفهد!! عضو متميز
الجنس : عدد المساهمات : 223 نقاط : 422 تاريخ التسجيل : 24/03/2010 الموقع : ©«-.¸ غـزة ¸.-»©
| موضوع: رد: متجدد " .. قبسات ونسمات من كتاب ليلى بين الجنة والنار , د . خالد أبو شادي السبت ديسمبر 11, 2010 4:43 am | |
| تتمة : مستلزمات السفر ..
- الغربة :
ومن معاني السفر أن المسافر غريب في أمر دنياه و آخرته , لا
يجد صاحبا , ولا معينا , فهو عالم بين جهلة , وصاحب سنة بين
هاجريها , وداع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء
والشيطان , وآمر بالمعروف بين آمرين بالمنكر , ناه عن المنكر
بين دعاة إليه .
لذا بشَّره رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ووصف حاله :
" طوبى للغرباء : أناس صالحون في أناس سوء كثير , من
يعصيهم أكثر ممن يطيعهم "
ولما سئل أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم : ما تمام النعمة ؟
قال : " أن تضع رجلا على الصراط ورجلا في الجنة "
يتبع ,, بإذن الله ..
| |
| | | | متجدد " .. قبسات ونسمات من كتاب ليلى بين الجنة والنار , د . خالد أبو شادي | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |