فتاة من غزة .. تستنجد بالمحكمة الشرعية لتزوجها..
تجرأت وكسرت كل القيود المجتمعية وكل العادات والتقاليد التي تحيط بها كفتاه ...صرخت بأعلى صوتها من حقي أن يكون لي بيت وزوج وعائلة وأبناء من حقي أن اشعر بالاستقرار.
توجهت بكل جرأه إلي احد الشيوخ المتواجدين في المحكمة الشرعية ليس لعقد قرانها "كما هو متعارف عليه "بل لتجعل هذا الشيخ اليد التي توصلها إلي آخر أمنياتها بعد أن حققت كل أحلامها بإتمام تعليمها العالي وفازت بوظيفة في التدريس .
الأمنية التي تتمناها كل فتاه ... الزواج والاستقرار هذه كانت آخر أمنياتها, لن يصدق احد بأن اقرب الناس لها هم السبب وراء عدم تحقيق أخر أمنياتها.
هدى .أ فتاه تجاوزت 35 عام حاصلة علي الماجستير في التربية ومدرسة في احد مدارس وكاله الغوث على قدر كبير من الجمال، حرمها والدها وأخوتها من أن تشعر بالاستقرار العاطفي مثلما شعرت بالاستقرار المادي والتعليمي .
تحدثنا لتقول "تفوقت في الدراسة وحصلت علي معدل مرتفع في التوجيهي وكذلك تخرجت من الجامعة بتفوق وحصلت علي عمل ببند بطالة بعد شهرين من تخرجي ,ثم توظفت في مدارس الوكالة".
تتابع "في البداية كان والدي وأخوتي لا يقبلوا بأي خطيب يأتي لخطبتي بدعوى أنني أريد أن أكمل تعلمي والحقيقة انهم يريدون
أن أساعدهم قليلاً في البيت.. فانا جميلة وموظفة يعني مرغوبة ويمكن أن أتزوج بأي وقت" .
تكمل هدي "ومرت السنوات وساهمت كثيرا في البيت حيث ساعدت أخوتي الأربعة في تكلفة زواجهم وتحملت القروض علي راتبي كي أؤمن لهم حياة كريمة مع زوجاتهم ".
وتضيف بألم "استطعت أن احصل علي الماجستير بعد أن أقنعت والدي بان حصولي علي دراسات عليا سيزيد من راتبي عشت بمرارة خلال 13 سنة من عمري كنت فقط بالنسبة لوالدي وأخوتي بنك مفتوح لهم بأي وقت ".
تستطرد "لم أتكلف فقط بزواج أخوتي بل كذلك فرض علي أن ادفع جميع تكاليف زواج والدي وأصبحت اصرف عليه هو وزوجته أدركت بعدها انه لن أتزوج أبدا وخاصة أن والدي لا يعمل وأخوتي لا يستطيعون أن يتكلفوا بمصروفاته ".
تتساقط الدموع من عينيها البنية أللون "هم أجبروني علي أن أتوجه إلي المحكمة الشرعية حتى استنجد بأحد الشيوخ العاملين فيها حتى يكفلني.. لم أكن أريد أن اخرج عن رغبة أهلي ولا أن أكون من الذين يخرجون عن "شور" أهلهم وعن عاداتنا وتقاليدنا ".
تكمل " ذهبت في يوم إلي صديقتي حتى صادفت في بيتها صديق زوجها لم ادقق كثيرا في الموضوع حتى لم اسأل عنه في اليوم التالي اتصلت صديقتي لتخبرني أن صديق زوجها يريد خطبتي فقد أعجبته وعلم بكل قصتي وهو موظف وأعزب ويكبرني بسنة فقط وبالفعل بنفس اليوم تقدم لخطبتي من أهلي ".
كانت المفاجئة لهدى بان رفض أهلها العريس بحجة لماذا لم يتزوج إلى هذا العمر؟ رغم انه موظف منذ فترة .......أكيد أن عنده أسباب وهو لم يخبرهم بها , كلمة لم يكن له نصيب أن يتزوج ولم يقتنع أهلها بهذه الحجة علي حسب قولها .
تتابع "كرر طلبة أكثر من مرة واستخدم كل الطرق حيث جلب أكثر من جاهه وتحدث مع الكثير من أقاربنا ولكن لم تنجح أي من هذه المحاولات "
تتنهد "فكرت كثيرا وفي النهاية وبعد أن استخرت الله قررت أن اذهب إلي احد شيوخ المحكمة الشرعية وان أقص علية قصتي وان اعتبره ولي وان يزوجني هذه هي فرصتي الأخيرة ,كم كنت أتمني أن ادخل المحكمة الشرعية لكي اكتب كتابي وليس لغير ذلك ولكن طمع أهلي هو السبب ".
أنفاسها تتقطع ودموعها لم تفارق عينها وهي تقول"ترددت كثيرا أمام المحكمة وكانت قدم تتقدم وأخري تتراجع ولكن تشجعت وقابلت احد الشيوخ وأخبرته بما حدث لي تفهم الوضع واخبرني انه سيحل الموضوع وبالفعل بنفس اليوم أتي هو ومجموعة من الشيوخ أكثر من عشرة أشخاص من المحكمة الشريعة وجلسوا يتحدثوا مع والدي وأخوتي ولكن للأسف بدون فائدة لم يوافق والدي " .
وتتابع "فغضب الشيخ ووقف ونادي علي بصوت عالي فوقفت أمام الباب وقال لي هل تقبلي أن أكون ولي أمرك؟.. سكت وجمعت كل قواي.. وكرر السؤال مرة أخري فقلت بكل حزن :نعم وهذا غصب عني ولكن أنت يا والدي السبب. ومن ثم سألني هل تقبلي بزواج من فلان ابن فلان فأجبته نعم. أحسست باني مكسورة ولن استطيع أن ارفع رأسي أبدا بعد هذا الموقف ".
فقام الشيخ بالاتصال علي العريس واخبره بموافقة أهلها.. لم يستطع احد أن ينطق بأي كلمة ، واخبره أن يأتي ليكتب كتابها ، وبالفعل بعد نصف ساعة أتي العريس هو وأهلة ومعهم مهر هدي وقدرة الشيخ ب4000 دينار واحضروا معهم كذلك الحلو لإعلان الخطوبة. .
تضيف هدي "تحدث الشيخ نيابة عن أبي واستغربت كيف لم يستطيع أهلي أن ينطقوا بأي كلمة كأنهم بحاله صدمة قرأوا الفاتحة وكتب الشيخ كتابي وأمرنا بان نعلن الخطوبة، وان تقوم النساء بالزغاريد ،واخبر العريس أن يجهز نفسه للعرس خلال أسبوع فقط، لم يعترض خطيبي كان متفهما كثيرا".
تختم قولها " الشيخ خاف أن يعمل بي أهلي شيء فأمرني أن أجهز نفسي وان اجلس في بيته مع زوجته وبناته خلال فترة الأسبوع ،وهم من قاموا بتجهيزي من ماله الخاص بعد أن أعطي كل مهري لوالدي ".
هدي استطاعت أن تنتزع حقها من المجتمع وان تتزوج و ألان حامل في شهرها الرابع ..وهي وزوجها يعيشون أجمل أيام عمرهم ,ولكن أمل وأسماء وهند ورانية لم يستطيعوا أن يتجروا وان يكسروا هذه القيود المجتمعية وان يحصلوا علي أمنية كل فتاه .
غزة – تقرير ابتسام مهدي