لا تتمنوا لقاء العدو"
هل تمنيت يوماً ما أن تصبح شيء ما في المستقبل؟ هل وضعت لنفسك أهدافاً وسعيت بأمانيك إلى تحقيقها؟ هل تحلم بمستقبل آمن وحياة يملؤها الحب والأمل؟ إذا كانت تلك أمنياتك فأنت تمشي على الطريق الصحيح، فتلك الأمنيات ستسمو بك لترتقي يوماً بعد يوم لتحقق أهدافك وما تصبو إليه.
ولكن قف واحذر فهناك أماني لا ينبغي لك أن تفكر بها أو أن تخطط لها، ألم تسمع قول رسول الله :" لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا".
هذا اللغط الذي يقع فيه الكثيرون اليوم، فهم لا يستطيعون الجمع بين حديث النبي من مات ولم يحدث نفسه بالجهاد مات على خصلة من النفاق، وحديثه "لا تتمنوا لقاء العدو".
فمما لا شك فيه أن قتال الأعداء ليس بالأمر الهين، ويبذل الإنسان نفسه فقد لا يقدم، لأنه إذا تمنى فيه تزكية للنفس، وفيه تساهل، فقد لا يوفق، قد لا يقابل الأعداء قد لا يصبر، لكن إذا سأل الله العافية، ثم لقيهم صبر، أما "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق"، ففيه دليل على أن الإعراض عن الجهاد يعني لا يجاهد ولا يشارك المجاهدين بماله ولا بنفسه ولا يحدث نفسه، هذا من علامات النفاق الأصغر من خصال المنافقين.
الدكتور ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، أكد أن كل من يتمنى لقاء العدو، فهو بذلك يخالف النص الشرعي، وهو آثم، لأنه يتمنى الموت والدمار للناس ولشعبه، لما للحرب من أثار على النفس وإتلاف للأموال.
وأضاف السوسي أن تمنى وقوع الحرب ليس من الإسلام من شيء، وهو يخالف النص الشرعي".
كما أكد السوسي أن استفزاز العدو لا يجوز ما لم يكن له مبرر شرعي، وأن يكون هناك في القوة والعتاد، استعداداً لهذا اللقاء.