إن كراهية الإنسان للأفاعي متأصلة في نفسه منذ قديم الزمن لأسباب عديدة,وتقول لنا بعض الأساطير بهذا الصدد أن العلاقة بين الإنسان والحية كانت علاقة أليفة
وظلت العلاقة قائمة بينهما مدة طويلة من الزمن إلى أن لدغ ثعبان صغير طفلاً فمات ولما عرفت أم الثعبان ما فعله ابنها لدغته فقتلته إرضاء لأهل الطفل ومنذ ذلك اليوم تغيرت علاقة الإنسان بالحيات من المودة والتعايش إلى الكراهية والبغض والخوف.
سم الأفاعي:
تمتلك الأفاعي السامة غدتين لتصنيع السم تقعان خلف كل عين وتتصلان بالنابين من خلال قناة وسم الأفاعي عبارة عن سائل ثخين القوام أصفر اللون مبيض ويتكون من عدة مركبات ومواد عضوية شديدة التعقيد معظمها أنزيمات وبروتونات ذات جزيئات كبيرة.
ولكل أنزيم أو مركب تأثير أو أكثر على أعضاء وأجهزة الملدوغ سواء كان إنسانا أم حيواناً حيث يغير في تركيبها ويسبب اختلالات واضطرابات في وظائفها فتظهر أعراض كثيرة ومتباينة حسب نوع الأفعى وشدة الإصابة وقد جرت محاولات عديدة لتصنيف سموم الأفاعي فتبين أنها تحتوي على مركبات تسبب النخر أو مواد تحلل الدم أو مواد تؤثر على عضلات القلب أو مواد تؤثر على الأعصاب ولكن تصنيف تأثير السموم بهذه الطريقة غير دقيق لأن سم أية أفعى قد يمتلك جميع أو معظم التأثيرات السابقة ولكن بدرجات متفاوتة, فتظهر اعراض عديدة بحيث يمكن القول بشكل عام ان سم الأفاعي يحدث تغيرات مهمة على جميع الوظائف الحيوية في جسم الملدوغ وتتفاوت أعراض التسمم وفقاً لنوع الأفعى وعوامل أخرى كثيرة .
ومن أبرز الأنزيمات الموجودة في سم الأفاعي ما يلي:1-
أنزيمات البروتيولوتيك وتعمل على هضم المواد البروتينيه وتمنع تجلط الدم مما يؤدي إلى نزيف دموي ويساعد هذا الأنزيم الأفاعي على هضم فرائسها بالكامل بعد لدغها.
2-أنزيمات الأمينو أسيد أو كسيديز-ل يحدث خللاً في تركيب الأنسجة ووظائفها وكذلك في عدد من الأنزيمات الضرورية ويظهر هذا الخلل في تركيب الجهاز الوعائي بشكل خاص.
3-أنزيمات الفوسفوليبيز (أ.ب.ج.د) تعمل هذه الأنزيمات على تحليل أغشية كريات الدم الحمراء مما يؤدي إلى تلفها وعدم قيامها بوظائفها فيصاب الملدوغ بفقر دم شديد وما ينتج عن ذلك من أضرار ويلعب الفوسفوليبيز (أ) دوراً مهماً في قطع الاتصال فيما بين الخلايا العصبية العضلية (أو الطرفية) وتغيير مهامها كما يؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
4-أنزيم الهيالورنوديز,يعمل على تسهيل انتشار وسريان مركبات السم الأخرى في جسم الملدوغ.
5-انزيم البروتيز,ينتج مواد تسبب النزيف ويحلل عدداً كبيراً من البيتيدات البسيطة أو الأحادية والأمنيات فيغير من تركيب الخلايا ويحبط وظائفها.
6-أنزيم الفوسفوديا ستيريز,يخفض ضغط دم الملدوغ ويغير تركيب ووظيفة أنويه الخلايا.
7-أنزيم الشولونستيريز. مسئول عن تعطيل وظائف الأعصاب.
كما أن سم بعض الأفاعي يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم تسبب خللاً في وظائف خلايا الجسم بشكل عام وعضلات القلب بشكل خاص.
أنواع الأفاعي السامة:-1
عائلة الأفاعي السامة:-
تتميز هذه العائلة بوجود نابين أماميين متحركين وبرأسها العريض ورقبتها النحيلة وبذيلها القصير وبؤبؤ عينها البيضاوي الشكل ومن أنواعها الأفعى المقرنة (الطفية), الأفعى المقرنة الكاذبة, أفعى السجاد الشرقية, أفعى السجاد المنشارية, الأفعى النفاثة والأفعى الفلسطينية السامة.
2- عائلة الصلال-:
تتميز هذه العائلة بوجود نابين أماميين قصيرين ثابتين والتصاق الرأس بالجسم ورأسها صغير بيضاوي الشكل وقد لا يكون بؤبؤ العين دائماً بيضاوي الشكل كما هو الحال لدى أنواع العائلة السابقة ومن أفراد هذه العائلة ما يلي: الصل المصري والكوبرا العربية.
3ـ عائلة الأفعى الحفارة :-
تضم هذه العائلة 94 نوعاً من الأفاعي الشديدة الخطورة وتتميز بأنيابها الأبرية الطويلة الموجودة في مقدمة الفك العلوي وقدرتها على الحركة إلى الإمام والخلف والجنبين وقد اقترح العلماء تسميتها بالحيات ذات اللدغة الجانبية ولهذا يحذر الإمساك بها من الرقبة وبالطبع لا يمكن الإمساك بها من أي مكان آخر لأنها تستطيع الالتفاف بسرعة كالنابض (الزنبرك)ولدغ من يمسكها ورأسها صغير ويساوي تقريباً الذيل في الحجم وبؤبؤ العين مستدير والجسم اسطواني ناعم الملمس واللون غالباً أسود أو رمادي ويوجد في منطقتنا نوعان متشابهان اكثرهما انتشارا الأبتر الأسود أو الخشن الأسود وهو يتصف بمعظم الصفات العامة التي ذرت أعلاه ويمكن تمييزه من رأسه الصغير وجسمه الأسطواني المتماثل في السمك ومن لونه الأسود اللامع وهو يألف العيش في الأراضي الزراعية والصخرية ويقضي معظم وقته في أنفاق أرضية عميقة وقلما يظهر على سطح الأرض ويتغذى بشكل رئيسي على الكائنات الصغيرة مثل الديدان والسحالي والحشرات والقوارض الصغيرة بسبب صغر حجم رأسه.
ويعد الأبتر الأسود من اخطر أنواع الأفاعي بسبب شراسته ومرونة حركته وقدرته على اللدغ وكذلك نوع سمه الشديد الذي يشل الجهاز العصبي المركزي والطرفي ويسبب نخراً شديد ولا يوجد مصل مضاد لسمه. وجرى تسجيل هذا النوع في أفريقيا وصحراء سينا ومنطقة البحر الميت والطفيلة في الأردن والجزيرة العربية بمحاذاة الساحل الشرقي للبحر الأحمر ويمتد نطاق انتشاره إلى الجنوب حتى عدن ويمتد شرقاً إلى ظفار وفي كل الحالات تعتمد شدة التسمم والأعراض الناتجة عن لدغة الأفعى بالإضافة إلى نوعها على عدة عوامل منها ما يلي:
*عمر الأفعى أو حجمها: فالكبيرة تحتوي على كمية سم أكبر من الصغيرة كما أن أنيابها أطول تستطيع غرسها بعمق في جسم الضحية.
*مكان اللدغة: حيث يكون الخطر اكبر عندما تكون اللدغة في الرأس أو الرقبة أو الجذع وأقل خطر نهاية الأطراف كما قد تكون اللدغة في أنسجة مكتظة بالأوعية الدموية مثل كاحل القدم أو باطن الساعد وعندها تزداد الخطورة في حين تقل عندما تكون الإصابة بالأنسجة الدهنيه.
*كمية السم: التي حقنتها الأفعى في جسم الضحية في معظم الأحيان لا تتمكن الأفعى من ضخ كمية كبيرة سواء بسبب سرعة اللدغة التي تستغرق ثانية واحدة أو بسبب انغراس ناب واحد في جسم الضحية وقد تلدغ الأفعى دون أن تتمكن من نفث أية كمية من السم.
*حالة الملدوغ الصحية وعمرة ووزنه: فكلما كان وزن جسم الملدوغ كبيراً ولا يعاني من الأمراض مثل أمراض القلب والرئتين وقصور الكلى والحساسية كانت الأعراض التسممية أقل حدة.
*حالة الأفعى من حيث المدة التي قضتها جائعة قبل اللدغ: فالأفعى الجائعة تضخ كمية كبيرة من السم كما أن عدد اللدغات مهم جداً في ظهور أعراض تسممية أكثر خطورة وهناك عوامل أخرى كثيرة مثل درجة الحرارة والوقت الذي حدثت فيه الإصابة.
وفي كل الأحوال يجب اتخاذ الحيطة عند التعامل مع الحيات أو التنزه في البراري من خلال اتخاذ الإجراءات التالية:
(1) عدم وضع اليد في مكان لا يظهر ما بداخله.
2)) عدم السير في البراري دون ارتداء حذاء طويل خاصة في الليل.
3)) عدم رفع الحجارة والأخشاب الملقاة على الأرض بأيدي عارية أو دون اداة.
4)) عدم ترك حقائب الأمتعة والصناديق مفتوحة.
(5) عدم التخييم في الأماكن التي تكثر فيها الحجارة وجحور القوراض.
6)) عدم تربية الدواجن والأرانب في المناطق التي تكثر فيها الحيات حيث أن رائحة هذه الحيوانات تجتذب الحيات ويستحسن تربية القطط والكلاب والقنافذ لأنها عدواً طبيعياً للحيات.
الإسعافات الأولية التي يجب اتخاذها في حال الإصابة بلدغة الأفاعي:
-1تهدئة روع الملدوغ وطمأنته لأن عامل الخوف وحده كفيل بإحداث صدمه قوية تؤدي إلى الوفاة حتى لو لم تكن الحية سامه كما يجب منعه من أداء أي جهد لأن الحركة تنشط الدورة الدموية فينتشر السم في الجسم بسرع لذلك يمنع الملذوغ من الحركة والمشي.
-2تعقيم مكان اللدغة بمادة معقمة لأن فم وأسنان جميع الحيوانات خاصة الزواحف يحتوي على عدد كبير من الجراثيم والفيروسات مع مراعاة عدم استخدام الكحول لأنه يعمل على توسيع الأوعية الدموية وزيادة النزف..
3 -وضع الماء البارد على العضو المصاب لإبطاء سريان السم ولكن ليس إلى درجة التجميد.
4- الإسراع بنقل الملدوغ إلى اقرب مستشفى مع الأخذ بعين الاعتبار تغطية المصاب ببطانية بسبب شعور المصاب بالبرد وممنوع اضاعة الوقت في البحث عن الافعى لقتلها واحضارها .
للمستشفى,ويفضل نقل الملذوغ في سيارة اسعاف.
دمتم سالمين